طالب_علم_حوزوي_انصحني
المؤلف: السيد بهاء الموسوي
التاريخ: April 24, 2025, 12:20 a.m.
المحتوى:

طالب_علم_حوزوي_انصحني

:السلام عليكم سيدنا الحبيب، بحكم تجربتكم الحوزوية، انصحني نصيحة روحية أجعلها عاصمة لي، وجزاك الله خيرًا.


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ستكون نصيحتي لك رسالة تمر من خلالك لغيرك، وتبقى صدقة جارية باسمك.

يا من قصدت الله وطلبت العلم سعيًا إليه، توقّف لحظة واسأل قلبك:
هل ما أنت فيه اليوم من انشغال بالأحداث والجدال، هو ما أردته حين بدأت السير إلى الله؟
هل هذا هو الطريق الذي دعوت الله أن يثبتك عليه، أم أنك فُتنت بزحام لا يُثمر وضجيج لا يرفع؟

طالب العلم، إياك أن تستهلك وقتك في مراقبة الناس وتحليل المواقف، فتُصبح بلا بصيرة، أسيرًا لما يجري، تتفاعل بلا ميزان.

يا طالب العلم، تذكّر مشروعك الأول: أن تعرف ربك، وتمهّد لإمام زمانك، وتزكّي نفسك، وتبني عقلك على نور العلم لا على حرارة المواقف وتتبع الشخصيات.

كم من قلبٍ كان نقيًا ثم غطّاه دخان التصنيف والعصبية، وكم من شابٍ صادق ضيّع ساعاته في تتبع الأخبار حتى ضعُف يقينه وجفّ نفعه!

أيها السائر… كن عاملاً بالعلم. ليست كل المعارك لك، ولا كل حدث يستحق أن تفرّغ له قلبك وعقلك.
فقد يشغلوك بما لا يُثمر ويصرفوك عمّا يُثمر، وتحسب أنك تُحسن بينما أنت تستهلك نفسك وتفوتك بركة البناء.

تأمل حال طلاب العلم:
منهم من ترك التعلم للدنيا، ومنهم من هجَر التعليم للفتة، ومنهم من بقي يُعلّم لكن قلبه تائه.
منّا من يحكم بلسان زائف، ومنّا من تمسك بعبارات لا تمت لهدى العلماء بصلة، ومنّا من خلط بين الغضبة لله والغضب للنفس، ومنّا من أفسد قلبه فذهب أثر دعوته.

فيا طالب العلم، انظر لنفسك:
هل زاد إيمانك؟ نمت معارفك؟ أصلحت قلبك؟ أم ازدحمت بالأخبار، وازددت قسوة وشتاتًا؟

::

#وخذها_نصيحة
العاقل هو من يتذكر مشروعه الأول: أن يكون عبدًا لله، خادمًا للدين، ساعيًا للتمهيد لا أسيرًا للحدث والناس.

يا طالب العلم، عد لأصل الطريق، للوهج الأول، للنفحة الأولى.
تعلم أن السكون عبادة أحيانًا، وأن التريّث في زمن الغضب من الفقه، وأن البناء في الظل أعظم من الجدل تحت الأضواء.

ابنِ قلبك قبل أن تقيم الحجة على غيرك، وأصلح نفسك قبل أن تحكم على الناس، ولا تشتت يقينك بزحام الكلمات.
:واحذر أن تكون ممن قال الله فيهم
{يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}

فالنية لا تكفي، إن لم يصحبها علم نافع، وبصيرة، وتواضع، وصدق توجه.


وليكن دعاؤك دائمًا
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، لا من المندفعين، واهدنا لأحسن الأقوال والأعمال، وجنّبنا الفتن، واغرس في قلوبنا البصيرة والسكينة.

ولا تنساني من الدعاء يا طالب العلم.

#السيد_بهاء_الموسوي

مرات العرض: 44